65 عام بدون قطرة ماء

65 عاماً من دون قطرة ماء

هذه قصتي ... عم عبد الحميد: أعيش على عصير القصب

يقول الأمريكيون إن الانسان اذا ما تناول أربعة أكواب من المياه حين يصحو من النوم مباشرة لمدة شهر فانه يقي نفسه من نحو 90% من الأمراض.تلك النصيحة يستطيع أي انسان أن يطبقها الا عم عبدالحميد، لأن الرجل ببساطة وطوال سنوات عمره الذي يتجاوز الخامسة والستين بقليل لم يشرب قطرة مياه واحدة!

بالفعل لم يتناول على امتداد حياته نقطة مياه واحدة، ما يجعله حالة شديدة الغرابة، لكنه رغم ذلك يبدو رجلاً عادياً من الصعب أن يلاحظ عليه أي اختلاف عن غيره من البشر.

في ورشته الصغيرة يبدأ العم عبد الحميد يومه بنشاط كبير، يعمل في هدوء شديد، يقول صراحة انه لا يحب رجال الصحافة والاعلام لأنه يرى أن ما يفعلونه معه يشعره بأنه سلعة تباع وتشترى، فهم يريدون أن يعرفوا عنه كل شيء، ودائماً يلتقطون له الصور ويتحدثون معه عن نعمة منحها الله له، لكنه يقول في رضا انه لا يعرف اذا ما كانت هذه “المنحة” خيراً أم شراً، لكنه دائماً ما يشكر الله على كل شيء.

وفي ورشته المخصصة لصناعة اطارات الصور بمدينة الحامول التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وبصعوبة شديدة تحدث لنا العم عبد الحميد:

لا تشرب الماء هذا ما عرفته فكيف تعيش إذاً؟

أعيش على عصير القصب بدلاً من الماء ولا تسألني كيف ولا لماذا فأنا منذ صغري لم أشرب الماء، وحينما أكون عطشان أشرب عصير القصب فأرتوي، ولا أشعر بأنني أحتاج الى المياه نهائياً، الا في الأمور الأخرى التي تستخدم فيها المياه كالاستحمام مثلاً.

لماذا لم تسأل الأطباء أو المتخصصين عن تلك الظاهرة؟


لماذا أستشيرهم؟ وهل أنا مريض؟! ما الفائدة أن أذهب الى طبيب؟ ان ما يحدث لي هبة من الله فكيف أسأل العباد عما منحني الله إياه؟

هل ترى ذلك شيئاً جيداً؟

لا أعرف.. ان كنت تعرف فأخبرني.

هل هذه الظاهرة وراثية في العائلة؟

لم أسمع أن أحداً بالعائلة كانت لديه هذه الظاهرة وكذلك والدي ووالدتي يشربان الماء كأي انسان آخر.

وهل تشعرك تلك المسألة بأنك انسان غير سوي أو لست كغيرك من الناس؟

بالطبع لا “أنا لست ناقصاً يداً أو قدماً”. كل ما هناك أنني لا أحتاج الى الماء.

ألم تجرب أن تشرب الماء مرة واحدة ولو على سبيل التجربة؟
حدث ذلك مرة واحدة ولم يكن بارادتي حيث حدث أن فقدت الوعي بعد أن سمعت نبأ وفاة أحد أصدقائي المقربين جداً فأحضر أحدهم ولم يكن يعلم بأنني لا أشرب الماء كوباً مثلجاً وبعد أن استعدت الوعي سقاني كوب الماء فتقيأته ومن يومها لم أفكر في تكرار التجربة.

هل أنت سعيد؟

الحمد لله لدي عملي وأبنائي وأحفادي الذين يلتفون حولي ويشعرونني بالسعادة.

كيف ترى العالم من حولك؟

أرى أن هذه الأيام أسوأ مما سبق والقادم أسوأ وأسوأ.

لماذا هذه النظرة التشاؤمية؟
أنت “مش عاوز الصراحة”!

لم أعد أعرف من منا يحاور الآخر فقررت أن أنهي هذه الجلسة التي كنت أظن أنها ستكون شائقة.

لكن مضيفنا لم يكن راغبا في الحديث عن نفسه فسألته: ماذا تتمنى؟

أتمنى أن أحيا في سعادة وسط أبنائي وأحفادي وأن يبعدكم الله عني.