تقرير عن اول جامعة في مستوطنة بالضفة الغربية‏

من طرف **AhMaD_ALbiaK** الأربعاء يونيو 04, 2008 1:58 pm

قصة أول جامعة "اسرائيلية" في الضفة الغربية

تكرس الاستيطان.... وتقتل حلم الدولة الفلسطينية

ومواقف فلسطينية خجولة لم ترتقي لمستوى الحد الأدنى

الضفة الغربية- السهل للصحافة والإعلام –(خالد معالي)

مستوطنة اريئيل أو "مدينة أريئيل بحسب الصهاينة" التي تقع في قلب الضفة الغربية والتي تتربع على أخصب أراضي محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، هي من كبرى مستوطنات الضفة الغربية حيث يوجد فيها ما لا يوجد في المستوطنات الأخريات، وهي معروفة بامتدادها الطولي الموازي لشارع ما يسمى بعابر السامرة رقم واحد بطول عدة كيلومترات، ويسكنها قرابة العشرين الف مستوطن، وقد تم تحويلها إلى مدينة صهيونية في عهد حكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو في عام 1996م.

تحويل كلية إلى جامعة في المغتصبة

فقد كشفت صحيفة "معاريف" الصهيونية عن الجهود لتحويل الكلية الأكاديمية في مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية إلى مركز جامعي، وبعد 3 سنوات ستصبح رسمياً الجامعة الإسرائيلية الثامنة . والقصة بدأت في أيار/ مايو 2005، في أعقاب ضغوط من جانب ما يسمى "المجلس للتعليم العالي" في الضفة الغربية، حيث قررت حكومة الاحتلال أنه "يجب العمل على دراسة الإمكانيات لتحويل الكلية إلى جامعة ".

وعلى الفور بدأ " مجلس التعليم العالي" في الضفة الغربية بالعمل على إنجاز عملية التحويل، وقام بتشكيل لجنة ترأسها البروفيسور عاموس ألتشولر. وتوصلت اللجنة إلى وجوب فتح مسارات تعليمية للقب الثاني في أربع كليات، وهذا ما حصل في السنة الأخيرة . وقبل عدة أسابيع تمت المصادقة نهائياً على تحويل الكلية إلى جامعة. وخلال السنوات الثلاث القادمة ستحمل الكلية اسم "المركز الجامعي- يهودا والسامرة"، وبعد ذلك ستتحول إلى جامعة بشكل كامل .

ورغم أن رئيس لجنة المالية والتخطيط والمسؤولة عن الميزانيات المطلوبة لذلك، البروفيسور شلومو غروسمان، قال إن اللجنة قد قررت عدم وجود حاجة لجامعة أخرى، ولذلك فإن الكلية ستحصل على ميزانية كلية، وليس ميزانية جامعة، إلا أن رئيس اللجنة الإدارية لكلية أرئيل، عضو الكنيست السابق كوهين أورغاد، قال إن الكلية عملت طوال السنوات الخمس الماضية على تطوير الكلية، وتطوير الأبحاث والتعليم فيها بموجب المنهاج الجامعي. وأضاف أنه تجري فيها اليوم عشرات الدراسات في مجالات علوم الطبيعة والهندسة والبيولوجيا والطب، وأنها عملياً في مسار التحول إلى جامعة .

وبحسب إدارة الكلية، فإن مختلف مواضيع التعليم الأكاديمية، ومسارات التعليم لألقاب أكاديمية متقدمة وتطوير مركز دراسات متقدم في مجالات العلوم الدقيقة والبيولوجيا، تجعل الكلية جديرة بالتحول إلى جامعة .

تطبيق القرار

وبالفعل بتاريخ 23\7\2007 أعلنت كلية "يهودا والسامرة" المقامة في مغتصبة أريئيل في الضفة الغربية المحتلة، عن تحويل الكلية إلى "مركز جامعي" رغم اعتراض "مجلس التعليم العالي" ورئيسته، وزيرة المعارف يولي تمير على هذا التحويل. وبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت هذه الخطوة. وقال في رسالة وجهها إلى رئيس الكلية الاستيطانية، بروفيسور دان مئيرشطاين أن "هذا التحويل سيساهم في توسيع قاعدة التعليم العالي وسيعود بالفائدة على الاقتصاد والمجتمع (الإسرائيلي) ".

وقد صودق على قرار تحويل كلية أرئيل الاستيطانية من قبل «مجلس التعليم العالي-يهودا والسامرة»( الهيئة المسؤولة عن مؤسسات التعليم العالي في المناطق المحتلة منذ عام 67)، في أغسطس آب عام 2006- وأعلن عنه بعد شهرين من تاريخ القرار .

وقد صادقت حكومة شارون- بيرس في أيار/مايو 2005 على قرار تحويل كلية "يهودا والسامرة" في مستوطنة أريئيل إلى جامعة، معتبرة الخطوة " أولوية وطنية". ولم يكن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في مطلع شهر ايار/مايو 2005 نابع عن اعتبارات أكاديمية، بل هو قرار سياسي بامتياز أضفيت عليه صفة الأكاديمية. واعتبره البعض رداً على قرار اتحاد الجامعات البريطانية بمقاطعة جامعتين (إسرائيليتين)، حينذاك، وهما جامعة حيفا وجامعة بار-ايلان اللتان تشرفان على أنشطة وعمل كلية ارئيل .

وقدمت مشروع القرار وزيرة المعارف حينذاك ليمور لفنات وقالت أنها أيدت خطة شارون لفك الارتباط عن قطاع غزة مقابل تعزيز الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، الأمر الذي، ترجم في اريئيل عبر تحويل كليتها الى جامعة. وكتبت ليفنات في مشروع القرار الذي صادقت عليه الحكومة: "إن تحويل المعهد الأكاديمي في اريئيل إلى جامعة سيجتذب سكاناً جددا وسيدعم التطور المنطقة". ونظر زير المالية، حينذاك، بنيامين نتنياهو إلى الموضوع من الزاوية نفسها وقال: "ثمة أهمية في إقامة جامعة في اريئيل، وتعني هذه الخطوة أن التجمع الاستيطاني في "غوش اريئيل" سيبقى الى الأبد جزءاً من دولة (اسرائيل) ".

ردود الفعل

ما صدر من ادانات كان من مؤسسات أهلية غير سياسية في محافظة سلفيت منها،فقد أدان محمود البر "ابو القسام" أمين سر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة سلفشيت ما تخطط له إدارة كلية مستوطنة ارائيل ومجلس التعليم العالي الصهيوني من العمل والتخطيط لتحويلها إلى جامعة لتصبح رسميا الجامعه الثامنة لدى الاحتلال .

وأكد البر أن مثل هذا القرار يكرس الاحتلال ويخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على وضع أسس واليات لمواجهة وإفشال هذا القرار وان تعمل السلطة مع المجتمع الدولي لوقفه, مبيننا ان مثل هذا القرار يكرس الاستيطان وضم مزيد من الأراضي المصادرة الى مستوطنة اريئيل وتدمير الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف البر إن الاتحاد العام في محافظة سلفيت سيقوم بإرسال عدة رسائل إلى الهيئات الدولية والعربية والمؤسسات الحقوقية العالمية من اجل الضغط لإفشال هذا المخطط الاستيطاني والذي يعد سابقة حيث ان الضفة الغربية تخلوا من أي جامعة (اسرائيلية) رسمية وهذا يؤكد مدى خطورة هذا القرار في هذا الوقت بالذات

نصفت الخفش منسق اللجنة الوطنية والإسلامية لمواجهة الاستيطان في محافظة سلفيت، رفض القرار الإسرائيلي الأخير بتحويل كلية اريئيل الواقعة في مستوطنة اريئيل إلى جامعة، ، معتبرا أن الخطوة تهدف إلى خلق أمر واقع على الأرض في سلفيت، من اجل إلحاقها بالكيان الإسرائيلي. واعتبرت مؤسسة السهل للصحافة والإعلام في محافظة سلفيت، أن قرار تحويل الكلية الموجودة في مستوطنة "اريئيل" إلى جامعة، محاولة لسرقة وضم أراضي شاسعة من محافظة سلفيت وفرض أمر واقع عليها . وأضافت المؤسسة أن الأطماع الصهيونية في محافظة سلفيت، لا تتوقف وليس لها حدود، لغنى المحافظة بمصادرها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي، ولاحتوائها على أكبر مخزون مائي في الضفة الغربية ولوقوعها في وسطها وكونها حلقه وصل بين الشمال والجنوب .
ودعت مؤسسة السهل المؤسسات الحقوقية الدولية إلى فضح ممارسات الاحتلال والضغط على الاحتلال لوقفها وتوثيقها ورفع القضايا أمام المحاكم الدولية، مستهجنة الصمت الإعلامي المطبق لهذا القرار الخطير، والذي يحمل في طياته أبعاد خطيرة على قيام دولة فلسطينية متواصلة الأطراف.