غارقٌ في بحر الذكريات ..
5 مشترك
}!{ مــ،ــنــ،ـتــ،ـديــ،ــات شــ،ـبـ،ـاب الـ،ـسـ،ـاويــ،ـة }!{ :: ۩۞۩ •° الــــقــــســــم الــــعــــام °• ۩۞۩ :: الـمـنـتـدى الـعـام
صفحة 1 من اصل 1
غارقٌ في بحر الذكريات ..
بعد ثمان سنين وقفت في نفس المكان متأملا متألما لما حدث طيلة تلك الأعوام ..
كان المطر ينهمر بغزارة وكان البرد شديدا والريح عاتية ولكني وقفت في ذهول عن ذلك كله فما زالت صدى تلك الذكرى تئن في نفسي ، هنا مددت يدي لها هنا تعاهدنا هنا كتبنا بداية قصتنا هنا أطلقنا لمشاعرنا العنان هنا كسرنا كل الحواجز التي كانت تقف في طريقنا هنا تعلمت أن للحياة طعما خاصا هنا اختلفت نظرتي للأشياء هنا رأيت حقيقة الأشياء واستطعت أن أفهم حنو الغصن على الغصن هنا كتبت أول أشعاري وأول رواياتي هنا تعلمت معنى أن تضحك من القلب هنا تعلمت كيف تكون التضحية هنا سمعت تغريد البلابل وشاهدت رقصات النحل وألفت لغة الفراش ، وهنا أجلس الآن على نفس الكرسي الذي طالما جلست عليه من قبل ، أتراه يذكرني أترى المكان اشتاق لي كما اشتقت له ، كان نزول المطر يشتد في كل لحظة وكذلك كانت دموعي تنهمر دون أن يكون لي أي قدرة على إيقافها أو التحكم بها ..
مرت عليّ ساعة وأنا في ذهول من أمري لا أشعر بما حولي كنت أعيش في زمن يسبق زمننا هذا بثمان سنين وكنت غارقا فيه بكل كياني ولم أتنبه لذلك حتى أحسست بيد تربت على كتفي ، كانت تلك يد مازن التفت فوجدته واقفا خلفي يحمل فوق رأسه مظلة تقيه المطر وكان يحمل معطفا لي ، قال لي بصوت دافئ حنون : هيا بنا فقد مضى عليك أكثر من ساعة وأنت تجلس تحت المطر نظرت لحالي وتنبهت إلى أن ملابسي كلها مبللة بالأمطار فاعتذرت إليه وسرنا سويا إلى المنزل ..
في المنزل قام مازن بإعداد القهوة لنا وقمت أنا بالاستحمام وتغيير ملابسي وعندما عدنا للجلوس في الصالون كان الجو في الداخل يميل للدفء قليلا فقد قام مازن بتدفئة المكان ..
رشفت بضع رشفات من فنجان القهوة الخاص بي وأحسست بها تسري في عروقي ويسري معها الدفء وشيء من السكينة التي كنت أفتقدها قبل قليل ثم بدأت الحديث مع مازن حول هذا المكان الذي ضمني وإياه صغيرين كأفراخ الحمام ..
كان مازن رجلا بمعنى الكلمة وكان حديثه يسري عن نفسي الكثير من الآلام والهموم التي أعيش بها فقد كان على دراية كاملة بما أحبه وبما أكرهه وكان حديثه يدور حول الذكريات الجميلة التي جمعتني وإياه وأعز أصدقائنا ، كان متحدثا بارعا وكان يجنب نفسه وإياي مغبة الحديث حول نقطتين سوداوين في حياتنا ، كان يفعل ذلك بمهارة فائقة وكأني به كسائق ماهر يتجنب عثرات الطريق أو كربان سفينة يقودها بروية وسط بحر من الأمواج الثائرة وغابة من المرجان والشعب ..
بينما كان مازن يتحدث وجدتني بلا شعور أرحل في خضم تلك المأساة التي حدثت والتي غيرت مسار حياتي وأحالته جحيما لا يطاق وجدتني بعد شهر من رجوعي إلى مدينتي الحبيبة ما زلت أتلمس جراحي التي أبت أن تندمل واستعصى عليّ شفاؤها ، وجدتني مرغما على الخوض فيها بعمق حتى أستطيع أن أواجه الحياة من جديد ، وجدتني أخوض في منطقة الألم وفي يدي سكين أمزق بها ما أراه سليما من أحشائي ولكني مجبر على فهم ما حدث مجبر على التعايش معه مهما كان فقد حدث وانتهى الأمر وهانذا أفتح الجرح بإرادتي ..
عفوا مازن ..
أريد الحديث عن مها وخالد ..
وللحديث بقية ...
كان المطر ينهمر بغزارة وكان البرد شديدا والريح عاتية ولكني وقفت في ذهول عن ذلك كله فما زالت صدى تلك الذكرى تئن في نفسي ، هنا مددت يدي لها هنا تعاهدنا هنا كتبنا بداية قصتنا هنا أطلقنا لمشاعرنا العنان هنا كسرنا كل الحواجز التي كانت تقف في طريقنا هنا تعلمت أن للحياة طعما خاصا هنا اختلفت نظرتي للأشياء هنا رأيت حقيقة الأشياء واستطعت أن أفهم حنو الغصن على الغصن هنا كتبت أول أشعاري وأول رواياتي هنا تعلمت معنى أن تضحك من القلب هنا تعلمت كيف تكون التضحية هنا سمعت تغريد البلابل وشاهدت رقصات النحل وألفت لغة الفراش ، وهنا أجلس الآن على نفس الكرسي الذي طالما جلست عليه من قبل ، أتراه يذكرني أترى المكان اشتاق لي كما اشتقت له ، كان نزول المطر يشتد في كل لحظة وكذلك كانت دموعي تنهمر دون أن يكون لي أي قدرة على إيقافها أو التحكم بها ..
مرت عليّ ساعة وأنا في ذهول من أمري لا أشعر بما حولي كنت أعيش في زمن يسبق زمننا هذا بثمان سنين وكنت غارقا فيه بكل كياني ولم أتنبه لذلك حتى أحسست بيد تربت على كتفي ، كانت تلك يد مازن التفت فوجدته واقفا خلفي يحمل فوق رأسه مظلة تقيه المطر وكان يحمل معطفا لي ، قال لي بصوت دافئ حنون : هيا بنا فقد مضى عليك أكثر من ساعة وأنت تجلس تحت المطر نظرت لحالي وتنبهت إلى أن ملابسي كلها مبللة بالأمطار فاعتذرت إليه وسرنا سويا إلى المنزل ..
في المنزل قام مازن بإعداد القهوة لنا وقمت أنا بالاستحمام وتغيير ملابسي وعندما عدنا للجلوس في الصالون كان الجو في الداخل يميل للدفء قليلا فقد قام مازن بتدفئة المكان ..
رشفت بضع رشفات من فنجان القهوة الخاص بي وأحسست بها تسري في عروقي ويسري معها الدفء وشيء من السكينة التي كنت أفتقدها قبل قليل ثم بدأت الحديث مع مازن حول هذا المكان الذي ضمني وإياه صغيرين كأفراخ الحمام ..
كان مازن رجلا بمعنى الكلمة وكان حديثه يسري عن نفسي الكثير من الآلام والهموم التي أعيش بها فقد كان على دراية كاملة بما أحبه وبما أكرهه وكان حديثه يدور حول الذكريات الجميلة التي جمعتني وإياه وأعز أصدقائنا ، كان متحدثا بارعا وكان يجنب نفسه وإياي مغبة الحديث حول نقطتين سوداوين في حياتنا ، كان يفعل ذلك بمهارة فائقة وكأني به كسائق ماهر يتجنب عثرات الطريق أو كربان سفينة يقودها بروية وسط بحر من الأمواج الثائرة وغابة من المرجان والشعب ..
بينما كان مازن يتحدث وجدتني بلا شعور أرحل في خضم تلك المأساة التي حدثت والتي غيرت مسار حياتي وأحالته جحيما لا يطاق وجدتني بعد شهر من رجوعي إلى مدينتي الحبيبة ما زلت أتلمس جراحي التي أبت أن تندمل واستعصى عليّ شفاؤها ، وجدتني مرغما على الخوض فيها بعمق حتى أستطيع أن أواجه الحياة من جديد ، وجدتني أخوض في منطقة الألم وفي يدي سكين أمزق بها ما أراه سليما من أحشائي ولكني مجبر على فهم ما حدث مجبر على التعايش معه مهما كان فقد حدث وانتهى الأمر وهانذا أفتح الجرح بإرادتي ..
عفوا مازن ..
أريد الحديث عن مها وخالد ..
وللحديث بقية ...
نسيم البحر:: Angels Fire :: -
عدد الرسائل : 363
انصر رسول الله :
مجموعة الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
رد: غارقٌ في بحر الذكريات ..
لاتنسونا من الردود
نسيم البحر:: Angels Fire :: -
عدد الرسائل : 363
انصر رسول الله :
مجموعة الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
رد: غارقٌ في بحر الذكريات ..
موضوع مميز
يعطيك الف عافية
يعطيك الف عافية
قمر الليل][عضـَ‘ـو جـَ‘ـديد][ - عدد الرسائل : 12
انصر رسول الله :
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
رد: غارقٌ في بحر الذكريات ..
مشكور وماقصرت على موضوعك الرائع ............... وجزاك الله خير
sweet girl][عضـَ‘ـو نشيـَ‘ـط][ -
عدد الرسائل : 187
العمر : 34
مزاجي :
انصر رسول الله :
تاريخ التسجيل : 19/03/2008
}!{ مــ،ــنــ،ـتــ،ـديــ،ــات شــ،ـبـ،ـاب الـ،ـسـ،ـاويــ،ـة }!{ :: ۩۞۩ •° الــــقــــســــم الــــعــــام °• ۩۞۩ :: الـمـنـتـدى الـعـام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى